الثلاثاء، 9 أبريل 2013

أهل الكهف في اليمن .









يقول سبحانه وتعالى فى محكم كتابه العزيز:(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا.إذأوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا. فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا).. الى آخر الآيات.
وقصة أهل الكهف هى احدى آيات الله عز وجل فى عباده، وفى التاريخ روايات متعددة عن موقع أهل الكهف وزمانهم.. آخر هذه الروايات تكشف عن موقع جديد لأهل الكهف، يتطابق مع ما جاء وصفه فى القرآن الكريم وذلك فى احدى المناطق بمحافظة أبين فى اليمن،فلنتابع ماجاء فى ذلك التحقيق:
لقصة أهل الكهف أهمية فى التاريخ والتراث الاسلامي، تنبع من ذكرها فى القرآن الكريم، ومع ذلك، فإن التضارب والاختلاف حول زمان الرواية ومكانها ماثلان حتى الآن، بسبب تدنى البحث العلمي الأثرى عن موقع أهل الكهف الذي قاد الى الحديث المرشح لعدة بلدان عربية، فى مقدمتها الأردن واليمن.. وتجيء اليمن هنا كنتيجة لما يتناقل عن موقع لأهل الكهف فى جبل صبر فى محافظة تعز، ولموقع (السبعة) الموجود فى منطقة رصد يافع فى محافظة أبين.
وفى سورة الكهف ما يحدد صفات لموقع الكهف أولأ بانعكاس أشعة الشمس عند شروقها وغروبها على فوهة الكهف، ففى الآية 18 تجد قوله تعالى (وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين. واذا غربت تقرضهم ذات الشمال، وهم فى فجوة منه، ذلك من آيات الله، من يهدالله فهو المهتد ومن يضلل فلن نجد له ولياً مرشدا) صدق الله العظيم.
وتشير الآية الى بناء مسجد فى موقع الكهف تم بناؤه بعد ان بعث أهل الكهف بعد رقادهم ثلاثمائة وتسع سنين، جاء فى الآية 21 قوله تعالى:(وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة لا ريب فيها اذيتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم، قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا). صدق الله العظيم. ومازال البحث عن موقع أهل الكهف غير مثمر حتى اليوم، لأن من طبائعنا الحديثة- نحن العرب- اهمال آثارنا، بل وبيع ما أمكن بيعه مما وجد، وترك ما تبقى فى مهب الريح، دون عناية أو حفظ. اما المستشرقون والباحثون من غير العرب الذين يجوبون عالمنا العربى منذ القرن الثامن عشر، فربما لم يهتموا بموقع أهل الكهف، على الرغم من اهتمامهم باليمن منذ ذلك الحين، كما هو الحال فى البحث عن قبر النبى(هود) فى وادي حضرموت الذى يحتل مكانة مهمة فى التاريخ المسيحي ولذلك، وكعادتنا فى انتظار الآخرين ليكتشفوا آثارنا، فان الأماكن المحتملة لأن تكون موقعا لأهل الكهف لم تلق اهتماما ولم تدرس بقدر كاف.
وفي الصحافة اليمنية جرت اشارات عابرة لموقع(السبعة) فى(رصد) بمحافظة أبين، ونشر تحقيق قصير عن (أهل الكهف فى تعز) تناول رواية تاريخية شائعة تقول ان فتحة متسعة فى(جبل صبر) المطل على مدينة تعز متجهة الى الشمال تعرف باسم «أهل الكهف» هي موقع الكهف الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، ومن أهم ماخلص اليه التحقيق الذي لم يدعم الا بصورةعامة لأعلى الجبل عدم وجود المسجد الذي جاء ذكره في السورة.
ويقول كاتب التحقيق , هذا التحقيق جعلني انهي ترددي الناتج عن ضعف المعلومات غير المتوافرة عن موقع اهل الكهف في الكتابة عن موقع «السبعة» الواقع في قسم الشعب بمنطقة السعدي بمديرية رصد في محافظة ابين والعودة الى ارشيف الانطباعت والصور للفت النظر إلى هذا الموقع التاريخي المهم الذي ربما لم يزره عدد كبير من المواطنين اليمنيين أو الباحثين التاريخيين بسبب وجوده في منطقة جبلية وعرة.
اذن، فأهل الكهف في مديرية رصد محافظة أبين في موقع يسمى «السبعة» في بطن احد الاودية، وفي قرية صغيرة لاتبعد كثيرا عن سوق الشعب وقرية «الخربة» الكبيرة نسبيا، وموقع «السبعة» يبعد اقل من حوالى 10 كيلومترات عن مدينة رصد عاصمة المديرية الجبلية التي كانت قديماً جزءاً من سلطنة يافع. وموقع «السبعة» كان في الماضي ملتقى معروفا لقبائل المنطقة، ومازال حتى الآن مزارا دينيا واحتفاليا يؤمه الناس في الاحتفالات والمناسبات الدينية كعيدي الفطر والاضحى المباركين. ومسجد «السبعة» الصغير بقبة اسلامية الطراز، ينقسم الى ثلاثة اجزاء متلاصقة، مصلى الكهف تسقفه تسع قباب، باحة ملحقة للوضوء والصلاة، قبر أهل الكيف، وهو عبارة عن غرفة صغيرة تسقفها ثلاث قباب، وتجثم بداخلها سبعة قبور متلاصقة الطول، بحيث لايبقى من أرضية الغرفة سوى ممر صغير جداً يقع في نهايته قبر مربع الاضلاع يبدو انه قبر «ثامنهم كلبهم»، والحكم مبني على الحجم.
والمسجد والقباب والقبور مبنية من الاحجار ومغطاة بطبقة اسمنتية من مسحوق النورة الحجرية.. وقد قام الاهالي بترميمات طفيفة.
أما الكهف فيقع في انحدار اسفل جبل «سنم» في الاتجاه الشمالي الشرقي للمسجد على بعد 150 متراً، وهو في موقع محكم الاختفاء مع منحدر الجبل.
وتميل اشعة الشمس على مدخله شروقا وغروبا، وقد بنيت «نوبة» على قمةالمنحدر فوق الكهف مباشرة، ولايعرف مااذا كانت تستخدم قديما لحراسة الحقول الخضراء المقابلة،أم لحراسة الاثرين المهمين تاريخيا ومكانة دينية واجتماعية (الكهف ومسجد السبعة وقبورهم) ام للغرضين معا.
وينتقل كاتب التحقيق الى موضوع اخر وهو عدد آهل الكهف فيقول: هل عدد اهل الكهف سبعة، قال تعالى في سورة الكهف الآية22: «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم، قل ربي أعلم بعدتهم مايعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم احداً» صدق الله العظيم. ان فحص جدران الكهف لمعرفة عمره وفحص عينات من المقابر لمعرفة الحقبة الزمنية التي وجدت فيها للتأكد من صحة موقع أهل الكهف سيجلي الحقيقة، فان أثبتت الأبحاث العلمية الدقيقة عن موقع السبعة ان عمر الكهف والمبنى ومحتويات المقابر غير مطابقة لما جاء في القران الكريم فان الأولين القدامى قد أرادوا تجسيد مأثرة دينية يتفاخرون بها تعكس مكانة التراث الاسلامي في نفوسهم، أما اذا جاءت نتائج الابحاث العلمية مطابقة لما جاء في القران الكريم فان الموقع يصبح شاهداً على اعجاز ورد في كتاب الله الشريف ومزاراً دينياً عالمياً وعلى أى حال ..الله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق