الأربعاء، 10 أبريل 2013

شجرة الغريب في اليمن .







تعتبر شجرة الغريب المشهورة في اليمن أعجوبة من عجائب هذاالزمن إذ لايوجد مثيل لها في العالم، ويقدر عمرها بأكثر من 1500عام، كما ان شكلها المميز وجذعها الكبير جعلها مقصد السائحين من جميع أنحاء العالم.
تقع شجرة الغريب في منطقة السمسرة " وهي منطقة صغيرة تتوسطعدة قرى ريفية وتعتبر سوقا يومية لأبناء تلك القرى" وتتبع إداريا عزلة " دُبع الشمايتين " على يمين الطريق الرئيسي "تعز - تربة ذبحان "، بمحافظة تعز " 320 كيلو متر جنوب العاصمةصنعاء " وهي شجرة غريبة الشكل ليس لها نظير في العالمحيث ان لها جذع ضخم جداً، يبلغ محيطه حوالي ( 33 متراً )وارتفاعه يزيد على ( 5 أمتار )، متفرع منه الجذور والفروعحيث تغطي فروعها مساحة ( 10 أمتار ) تقريباً من كل اتجاهلونها لون جسم الفيل، تعرف باسم شجرة " الكولهمة " كما أنها لا تخرج إلا ثمرة واحدة كل عام، تخرج يوما واحدا ثم تختفي في تلكالليلة دون ان يعرف مصيرها او من الذي أخذها إلى اليوم رغم ثمرتها كل عام.
والشجرة بطبيعتها تشكل روعة في الجمال والإبداع ومصدر إعجابالسواح والزوار الذين يفدون كل يوم من جميع أنحاء العالملمشاهدتها والتمتع بالنظر إليها جلياً كونها غريبة الشكل غاية في الروعة والجمال، وللشجرة أغصان عملاقة تبدو وكأنها جسورمعلقة في الفضاء.
حظها من الأدب
قد تكون هذه الشجرة هي الوحيدة التي وجدت حظها من الإطراءوالمدح في أدبيات الأدباء والشعراء أكثر من غيرها لفرادتها وغرابتهاوجمالها، فقد تغنّى بها أدباء وشعراء أمثال الدكتور عبدالعزيز المقالحأما الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى فقد عبر عن إعجابه بهابقصيدة رائعة بعنوان (تحت أسوار شجرة الغريب) حيث قال في مذكراته:" كنا انا وزوجتي نجلس تحت شجرة الغريب وهي شجرة تاريخيةعجيبة تقع على طريق تعز- الحجرية وقد سميت القصيدة « تحت اسوار شجرة الغريب ».. وهي أجمل ماكتبت في تلك الفترةوتعتبر اجمل قصيدة في ديوان اليمن حتى ان بعض أصدقائي ومنهم الأخ الدكتور حسام الخطيب وهو من الأدباء المعروفين في النقدوالشعر قال لي: هذه سيمفونية عربية وسأحاول ان أترجمها الىالانجليزية- وهو يجيدها كما يجيد العربية - لانها جديرة أن تنقل الى لغة عالمية وقد قلت في تلك القصيدة:
ما أنتِ؟ حارسة للدهر أم خبرُ = يعرى ويورق لا يدرى له عُمُر
ما أنتِ؟ سرُ من الماضي يطوف على = شط الزمان.. بِجلبابيه يأتزر
تغازلين الضحى والليل صامتةً = وحـول جـذعـك يعيـا يـسقـط الـسفـر
ما أنتِ؟ ملحمة غبراءُ آونةً = وتارةً.. يـتـفيّـَا ظلك الـقمـر
بنت الزمان.. سلاماً إنني تِعب = وها مرافئك السمراء تنتظر
آتيك.. يحملني شوقٌ إلى قصصٍ = في هذه الأرض يفنى دونها السمر
يا دوحة الأزل المزروع في بلدي = شعراً وخمراً و أستسقي واعتصر
و أرتمي أبداً ظمآن محترقاً = على التخوم.. فلا كرم ولا ثمر
قالوا: " الغريب " ووجَّهنا ركائبنا = إليكِ.. كان شعاع الشمس يُحتضر
لم تنبسي حين حيَّيناكِ عن شفةٍ = لم الكلامُ؟ يجيد الضجة البشر
ورحت أقرأ في صمت.. وعاصفة = من الحنين.. على جنبيَّ تنفجر
هذي أنا قلت لي شمطاء باقيةٌ = على العصور وعندي اللون والزهر
عندي الفصول كما أختار عاريةً = مكسوة عندي الأحلام والصور
أنا الحياة أنا الأم التي ولدت = تاريخكم يزدهي حولي وينكسر
ألمه فوق جذعي مرةً ألقاً = يسقي الشموس وآناً يخجل البصر
ألفانِ مما عددتم عمر قافيتي = لن يتعب العود في كفي ولا الوتر
أبي هو اليمن التاريخ شاهقة = حولي الذرى وبها أزهو وانتصر
أقاتل العُدم الطاغي بأجنحتي = أُعلِّم الناس كيف اليأس يندحر
ووحدةٌ أنا كالأرض التي ضربت = فيها جذوري فمن حدوا ومن شطروا
خذوا ضفائري الخضراء من عدنٍ = إلى ذرى نُقُم في الروعة انصهروا
هذي أنا تحت أغصاني "ابن ذي يزنٍ" = أناخ يرتاح لما هده السفر
وعبّ منّي "وضاح " قصائده = فالبيد أُنشودةٌ للحبِّ والحضر
الشعر ملء دمي مازلت اسفحه = زهراً وعطراً تساوى الصحو والمطر
توحَّدت في ظلالي كل عابرةٍ = من الرياح تآخى الصفو والكدر
هذه الشجرة المعمرة الشاهقة يقدر عمرها بحوالي 1500 سنة حسب تقدير علماء الطبيعة وقد جاء ذكر اسمها في كتاب الإكليل للمؤرخ أبو محمد الحسن الهمداني.
يقول عبدالله محمد سعيد احد سكان المنطقة ان شجرة الغريب محطة دائمة للعديد من السواح الذين يفدون اليها تباعا، ويضيف ان اغلب من يزور هذه الشجرة لابد ان يعود إليها وهذا ما ألاحظه شخصيا من خلال متابعتي للزوار حيث يعجبني الاحتكاك بهم بحكم مهنتي فيالسياحة " سائق ".
شعوذة
من جهته قال محمد سيف الدبعي ان بعض الناس وخصوصا النساء من جميع المناطق اليمنية يعتقدون بان هذه الشجرة فيها سحر اوكرامة من الله جل وعلا اذ يأتي العديد من الناس بأمراضهم إليها ويجرحونها لياخذوا من دمها ويضعونه كمراهم للأمراض، كما تأتي بعض النساء وتفعل الكثير من الخرافات كرمي شئ على الشجرة فاذا جاء بوضعية معينه فانها ستتزوج واذا جاء على الجهة الاخرى
فإنها لن تنال مرادها إلى غيرها من الخزعبلات والشعوذات الكثيرة التي ما انزل الله بها من سلطان.
كما تشير الحجة نور " 85 سنه " أنها تعرف هذه الشجره منذ كانت صغيرة تلعب تحتها، مشيرة إلى انها لم تتغير أبدا وأنها تورق" تثمر " كل سنة وتطلّع جعنان " ثمرة مثل البطيخ " وتجلس يوم واحد بس وبعدين تضيع ولا احد يعلم عنها شئ.تحكي الحجة نور ان هناك رجل قد توفي قبل خمس سنوات صمم فيشبابه ان يراقب تلك الثمرة ليعرف من الذي ياخذها في تلك الليلة وفعلا صعد الى الشجرة وجلس فوقها طوال الليل مخزن" يمضغ القات حتى لاينام " وفجأة جاءه مثل الحمار فوق الشجرةلونه ابيض " كما قال " ورفسه برجله حتى بانت أرجله في رقبة الحاج علي إلى ان مات وفلت " سقط " من الشجرة، وبعدها لم يجرؤ احد على التفكير بمراقبة تلك الثمرة الى اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق